القوارض
تضم القوارض عددًا كبيرًا جدًا من الأنواع، كالسنجاب والجرذ والفأر والخلد والقندس وغيرها، ولكن ما نقصده في مقالنا هذا هو الجرذان والفئران المنزلية، حيث أدت الحرب في سوريا إلى تهجير الأهالي من منازلهم وإقامتهم في بعض البيوت المهجورة أو المخيمات حيث تتواجد القوارض بشكل ملفت، وتحتضن هذه القوارض العديد من الأمراض وتنقل بعضها إلى الإنسان.
أين تتواجد القوارض وما هي العوامل المساعدة على نموها؟
تعتمد القوارض في نموها وتكاثرها على الفضلات والمخلفات الغذائية، ولذلك فهي تتواجد في الأماكن التي يعيش فيها الإنسان أو في الأماكن القريبة من أكداس النفايات وبقايا الأطعمة، كالتجمعات السكنية العشوائية التي لا تتوفر فيها شروط الخدمة الصحية الصحيحة. وتتخذ من شبكات الصرف الصحي والمصارف والأماكن الخربة (بقايا المباني والأسوار القديمة) مأوى لها، حيث تحفر الجحور أو تبني أعشاشا لها في السقوف، وكذلك تتواجد في مخازن الحبوب والأخشاب ومخازن الأغراض القديمة.
ومما يساعد على نموها وتكاثرها: عدم التخلص من النفايات بشكل صحي ومستمر، عدم وجود صرف صحي جيد مما يؤدي لتجمع المياه المالحة، ضعف التوعية الصحية للناس حول خطورة الأمراض التي تنقلها هذه القوارض.
كيف تكيفت القوارض للحفاظ على حياتها؟
تعتبر الجرذان والفئران من الحيوانات ذات النشاط الليلي، وهي تملك حواسًا وميزات فيزيائية تمكنها من البحث عن الغذاء واتقاء الأخطار؛ فالسمع عندها حاد جدًا، وكذلك فإن حاسة الشم متطورة أيضًا فبواسطتها تنجذب الذكور إلى الإناث وبها تهتدي إلى الغذاء (وهي تحب رائحة البول والبيرة)، وتقترب درجة رقي حاسة التذوق منها عند الإنسان حيث تميز الطعوم، وتمتلك حاسة اللمس بواسطة الشعيرات الموجودة حول الفم وعلى الجسم فتحدد فيها أبعاد المعابر والممرات، أما الرؤية فهي أضعف الحواس، إذ لا يمكنها تمييز الألوان (عدا الأصفر والرمادي) لكنها تميز النور والظلام وتتابع الحركة لمسافة حتى 15 مترًا.
وتتمتع القوارض بقدرة عالية على التسلق والتوازن (تمشي على الأنابيب والكوابل)، وكذلك السباحة والغطس (فتتسلل إلى البيوت عبر المجاري ويمكنها البقاء 30 ثانية تحت الماء)، ويمكنها القفز من أماكن عالية إلى الأسفل، كما يستطيع الجرذ أن يقفز للأعلى مسافة متر واحد بينما يقفز فأر المنزل مسافة 30 سم فقط. وبدهي أن القدرة على القرض هي أكثر ما يميز القوارض؛ حيث تستطيع أسنانها قرض الخشب والبلاستيك والإسفلت وحتى صفائح الألمنيوم.
ما هي أهم الأمراض التي تسببها القوارض للإنسان؟
قد تسبب التسمم الغذائي، حمى عضة الجرذ، وقد تنقل الطاعون (الموت الأسود)، التيفوس، اليرقان اللولبي (داء ويل)، التوكسوبلاسموز (داء القطط)، الزحار العصوي (الزنطارية)، اللشمانيا، الديدان الشريطية، التهاب السحايا اللمفاوي، بعض الأمراض الفيروسية (الكلب والحمى النزفية).
كيف تنقل القوارض الأمراض إلى الإنسان؟
قد تكون القوارض خازنًا لمسببات بعض الأمراض؛ فتنقلها للإنسان عن طريق التماس المباشر مع القوارض، أو ملامسة أسطح ملوثة من القوارض، أو تناول طعام أو شراب ملوث ببول وبراز القوارض، أو بسبب التعرض لعضة القوارض المصابة.
وقد تنقل مسببات المرض ميكانيكيًا من خلال شعيرات جسمها؛ حيث إن العديد من الطفيليات تعيش على أجسام القوارض كالبراغيث والقمل والقراد وغيرها.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض؟
أولًا عن طريق منع دخول الجرذان والفئران إلى المخازن والمستودعات والبيوت وغيرها، وذلك بإغلاق الأبواب والنوافذ وإجراء عمليات التحصين، ووضع القمامة في أكياس خاصة ورميها في صناديق القمامة ( الحاويات)، وعدم تخزين الحبوب في العراء، وعدم تكديس المواد المخزونة مع وضعها في أوعية معدنية مغلقة، ووضع المواد الغذائية على رفوف بارتفاع لا يقل عن 45 سم في حال توقع دخول الفئران إلى المستودع..
وثانيا عن طريق مكافحة القوارض.
ما هي الطرق المتبعة لمكافحة القوارض؟
طرق ميكانيكية: وذلك بإتلاف الجحور وتطويفها بالماء ، واستخدام المصائد الخاصة بالقوارض.
طرق حيوية: باستخدام القطط والكلاب.
طرق بيولوجية: بوضع مادة لاصقة بالقرب من الجحور تعمل على تثبيت الفأر في مكانه عند خروجه ثم قتله من قبل الإنسان أو من قبل بعض الأعداء (البوم – الأفعى..).
طرق كيميائية: وهي الأكثر استعمالًا، عن طريق استخدام طعوم سامة أو غازات أو مساحيق نثر، وتؤدي إلى قتل أو طرد القوارض