يعد مرض الإيدز من الأمراض الخطيرة التي تنتقل عبر الدم والاتصال الجنسي، وبما أن البعوض يمتص دماء ضحاياه فسيكون من المنطقي التساؤل عما إذا كان من الممكن أن ينقل الفيروس من شخص مصاب لآخر سليم.
وكلمة الإيدز هي الاختصار الإنجليزي لتسمية “متلازمة نقص المناعة المكتسبة”، وهي وصف للأعراض الناجمة عن مهاجمة فيروس الإيدز (H.I.V) لخلايا الدم البيضاء مما يؤدي إلى انهيار مناعة الجسم على مدار سنوات، إلى أن يصبح فريسة سهلة للبكتيريا قد تقتله أضعفها.
والبعوض تسمية عامة للحشرات المنتمية لعائلة البعوضيات، وتشمل أكثر من 40 نوعا، ومع أن المعظم يعتقد أنها تتغذى على الدماء إلا أن الحقيقة ليست كذلك، فغذاء البعوض يشمل رحيق الأزهار وعصارة النباتات، ولكن إناث بعض أجناسه تمتلك القدرة على امتصاص الدم من الفقاريات وذلك لأنها تحتاج البروتينات الحيوانية الموجودة فيه لصنع البيض.
وعندما تمتص البعوضة الدم فإنها تقوم في البداية بغرس خرطومها في جلد الضحية، ولكنها لا تبدأ برشف الدم مباشرة لأنها إن فعلت سيتجلط ويتخثر في جسمها ويقتلها، لذلك تقوم المهاجمة بحقن لعابها في المنطقة والذي يقوم بتمييع الدم ومنع تخثره ثم تمتصه.
وينقل البعوض عدة أمراض منها الملاريا وحمى الضنك، وعندما اكتشف الإيدز طرحت مخاوف من نقله بنفس الطريقة عن طريق البعوض، ولكن الأبحاث أشارت إلى شبه استحالة ذلك, فإذا لدغت بعوضة مصابا بالإيدز فإنها تقوم بهضم دمه بعد امتصاصها محللة بروتيناته، مما يؤدي إلى تحطيم فيروس الإيدز، كما أن الخرطوم الذي تستخدمه لامتصاص الدم يختلف عن المستخدم في حقن لعابها المضاد للتجلط، مما يعني أنه حتى لو كانت البعوضة قد لدغت مصابا بالإيدز من قبل فإن خرطوم اللعاب لن يحمل الفيروس.
وتقول الدراسات الإحصائية إن احتمالية نقل الإيدز عن طريق البعوض يصل إلى واحد من عشرة ملايين، أي أن الشخص يجب أن يلدغ عشرة ملايين لدغة من بعوض سبق له لدغ حاملين للفيروس حتى تحصل العدوى.
لذلك فالجواب هو لا، لكن البعوض بكل تأكيد هو كائن مؤذ، ويجب علينا مكافحته عبر مقاومة منابعه التي تشمل البرك والمستنقعات التي يضع فوقها بيضه، بالإضافة للالتزام بالنظافة الشخصية في المسكن والبيئة المحيطة.